تفاصيل الخبر
14 «سد عالي» في 6 سنوات.. زيادة النور «نورين»
التاريخ : 7 / 6 / 2020
«قوم ولعلك شمعة».. لم تكن مجرد كلمات لإحدى أغانى العظيمة الراحلة شادية وكفى، بل إن تلك الكلمات كانت شعارا رفعه المصريون قبل 6 سنوات فى حقبة سوداء ذاقوا فيها الأمرّين بحثاً عن شعاع نور.. حقبة عم الظلام بها ربوع أرض الكنانة بسبب كابوس انقطاع التيار الكهربائى يومياً بالساعات..


وكان طموح كل منا «لمبة» مضيئة بمنزله.. إلى أن خاض الرئيس عبد الفتاح السيسى ملحمة صعبة ليعبر بنا من بوابة الذعر إلى بر الأمان.. ومن الظلام إلى النور.. ليشهد القطاع الكهربائى طفرة غير مسبوقة ويُضاف للشبكة القومية ما يقرب من 28 ألف ميجاوات خلال 6 سنوات فقط وهو ما يعادل 14 ضعف قدرة السد العالى، ومن ثم بدأت مشروعات الربط الكهربائى لتتحول مصر إلى مركز إقليمى لتبادل الطاقة فضلاً عن تنفيذ 153 مشروعاً معظمها مشروعات قومية كبرى كإنشاء «الضبعة» أول محطة نووية سلمية و«بنبان» أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية بالعالم ومحطات سيمنس الثلاث.. إنجازات حقيقية وبسواعد مصرية 100٪.. «الأخبار» تغوص فى بحر الإنجازات لتبرز أهم ملامح الطفرة التى شهدها القطاع الكهربائى وترصد بعض المشروعات التى نُفذت على مدار 6 سنوات.



ما بين جنة الطموحات ونيران المخاطر ظل مشروع الضبعة النووى حلمًا عالقًا لأكثر من 60 عاماً.. سعى المصريون كثيرا من أجل تحقيقه ولكن طوفان العوائق كان يطرحه أرضًا فى كل مرة.. إلى أن أعلنت الإدارة السياسية القوية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عامين عن البدء فى تنفيذ برنامجها النووى السلمى لتوليد الكهرباء بإنشاء محطة «الضبعة» بمشاركة الجانب الروسى.


مشروع الضبعة النووى سيوفر الطاقة الآمنة لمصر، ويسمح لها بالحصول على الطاقة اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادى المطلوب. وتتكون المحطة من أربعة مفاعلات نووية من الجيل «الثالث» بقدرة إنتاجية 1200 ميجاوات للمفاعل الواحد وبإجمالى 4800 ميجاوات، وتصل تكلفة المشروع الاستثمارية إلى نحو 25 مليار دولار، وتعد المحطة من الجيل الثالث المطور، ولها مبنى احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن ٤٠٠ طن محملة بالوقود، وتطير بسرعة ١٥٠ مترا/ الثانية، وتتحمل عجلة زلزالية حتى ٠.٣ عجلة زلزالية وتتحمل تسونامى حتى ١٤ مترا لذلك فهى تُصنف الأعلى أمناً بالعالم.


وقعت ﻣﺼﺮ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ‏«روس أتوم» الروسية العاملة ﻓﻰ مجال بناء المحطات النووية لتنفيذ المشروع بمنطقة الضبعة تبدأ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ غزالة ﺷﺮﻗًﺎ، ﺣﺘﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻮﻛﺔ ﻏﺮﺑﺎ، وﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ الإﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻠﻎ 60 ﻛﻢ ﻋﻠﻰ الساحل، وﻓﻰ 19 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2015، وفى 11 ديسمبر 2017 شهد الرئيسان المصرى والروسى توقيع العقد النهائى لإنشاء اول محطة نووية يبدأ تشغيل أول مفاعل منها خلال عام 2026.


وتبلغ نسبة المشاركة المحلية للمصريين بالمشروع حوالى 20٪ كحد أدنى بالوحدة النووية الأولى وصولاً إلى نسبة 35٪ للوحدة النووية الرابعة، كما سيوفر المشروع قرابة 10 آلاف فرصة عمل، وتُعد «الضبعة» خطوة مهمة للحفاظ على البيئة المصرية والعالمية وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة وهو ما يحقق الهدف البيئى المنشود لرؤية مصر بعد أن ارتفعت حرارة سطح الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية.

العودة الى الأخبار