تفاصيل الخبر
بعد توقيع الاتفاقيات الــــ 11 إطلاق الشراكة الأستراتيجية مع ليبيا
التاريخ : 25 / 4 / 2021
قائمة متكاملة 00 مهام محددة للخبراء المصريين من الكهرباء الى الإسكان والصحة


تتعدد دلالات الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إلى ليبيا، في 20 أبريل الجاري (2021) على رأس وفد وزاري كبير مكون من 11 وزيراً، لكن يظل أهمها هو الزيارة في حد ذاتها، التي تترجم الواقع الليبي الحالي في ظل حكومة الوحدة الوطنية، كإنجاز تحقق بعد عقد كامل من الصراع والانقسام في المشهد الليبي، وكانعكاس لدور مصر وتحركاتها من أجل تحقيق هذا الإنجاز عبر محطات عديدة، بداية من انطلاق مؤتمر برلين (يناير 2020)، مروراً بـ"إعلان القاهرة" (يونيو 2020) لوقف إطلاق النار، وما تبعه من احتضان مصر للعديد من الفاعليات الخاصة بالمسارات الثلاثة (السياسي والاقتصادي والعسكري والدستوري)، وصولاً إلى إنجاز الملتقى السياسي في جنيف (فبراير 2021). وتعتزم مصر  مواصلة هذا الدور في المستقبل، لاستكمال تنفيذ خريطة الطريق السياسية الليبية وعبور المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار السياسي والأمني المستدام.

لقد تعددت مراحل الانتقال السياسي في ليبيا، خلال الفترة السابقة، لكنها لم تشهد هذا الزخم والحراك المتبادل على صعيد العلاقات المصرية- الليبية. فالزيارة الحكومية المصرية الرفيعة هى الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، وهى أول زيارة لرئيس حكومة عربية إلى طرابلس، والأكبر من نوعها منذ إعلان تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا. كما كانت القاهرة هى قبلة أول زيارة خارجية علنية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة عقب توليه منصبه في فبراير 2021، وهو ما يعكس أولوية العلاقات لدى الطرفين في المرحلة الحالية وفي المستقبل.

وإجمالاً، يمكن القول إن المرحلة الانتقالية الحالية تمثل فاصلاً استراتيجياً في مسار العلاقات المصرية- الليبية، على مستوى الأداء ونمط إدارة هذه العلاقات من الجانبين. فأولوية ليبيا كدولة جوار استراتيجي بالنسبة لمصر لم تتغير بحكم محددات عريقة بطبيعة الحال تتمثل في الجغرافيا والتاريخ، وهو ما عبّر عنه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالإشارة إلى "العلاقات الأبدية". لكن تطورات الحالة الليبية في المرحلة السابقة فرضت سياقاتها على طبيعة العلاقات، من حيث معادلة التوازنات السياسية في ظل تعدد القوى المتصارعة والمتنافسة على الساحة الليبية، وامتداداتها الخارجية، لاسيما خلال مرحلة الصخيرات (2016 – 2021). كذلك فإن تداعيات حالة الفوضى الليبية فرضت أولويات على أجندة العلاقات المصرية- الليبية خلال تلك الفترة، بالنظر لما تشكله تلك الفوضى من تهديدات للأمن القومي المصري.

العودة الى الأخبار