تفاصيل الخبر
بعد اختياره كأفضل محافظ عربي.. اللواء أشرف عطية لـ « الأهرام »: جائزة التميز تجعلنى أكثر حرصا على الخطط التنموية والمشروعات الاستثمارية بأسوان
التاريخ : 15 / 1 / 2023
لا تزال محافظة أسوان «مدينة الذهب» تمثل فى ذاكرة المصريين والعالم معلما من أهم المعالم السياحية فى العالم، ولا تزال هى مهد الحضارة وعبق التاريخ، ولا تزال تبهر الجميع بسحرها وجمال طبيعتها الخلابة كأحد الكنوز القديمة بنيلها وآثارها ومعابدها وجزرها النيلية، ولا تزال تتربع على عرش أفضل مشاتى العالم، وإليها يتوافد السيّاح من كل بقاع العالم.


وأخيرا، استطاعت المحافظة أن تخطو خطوات واسعة فى التحديث والتجميل والتطوير، وأن يكون على رأس تلك المنظومة محافظ آمن بمقوماتها فبذل جهودا كبيرة فى التطوير ووضع خططا ليعود صدى المحافظة يتردد على الألسنة والأسماع كأجمل محافظات مصر بل والوطن العربي، ليستحق جائزة التميز كأفضل محافظ فى الوطن العربي.. عن دوره فى نهضة المحافظة وحصوله على جائزة التميز، كان لـ « الأهرام» هذا الحوار مع اللواء أشرف عطية محافظ أسوان.

 بداية حصلتم على جائزة التميز الحكومى كأفضل محافظ على مستوى العالم العربي، كيف تنظر إلى هذه الجائزة وماذا يمثل لك التكريم؟

حصولى على هذه الجائزة ألقى علىّ عبئا كبيرا ومسئولية أكثر، والإحساس بالتميز يجعلنى أكثر حرصا على الإبداع والتفكير فى وضع خطط تنموية، ومشروعات استثمارية، والرغبة فى الوصول إلى ما هو أفضل، كما أن حصولى على تلك الجائزة جعل هناك شعورا بالفخر لدى أبناء المحافظة كون محافظتهم حصلت على هذه الجائزة، مما يرفع من حالتهم المعنوية والرغبة فى الاستمرار فى التطوير.

ما الأسباب والمعايير التى استندت إليها اللجنة فى فوزكم بالجائزة؟

وضعت اللجنة المعنية أسسا ومعايير لكل محافظات الوطن العربى للتقدم لهذه الجائزة، تقدمت أربع محافظات مصرية، كانت أسوان إحداها، وكان المحدد الأول مرتبطا بالشخصية وسماتها والقدرة على اتخاذ القرار، والإنجازات التى تمت فى عهده، بينما المعيار الثانى فهو يتعلق بالنتائج التى تحققت لرؤيته وإستراتيجيته فى المحافظة والقدوة الحسنة الخاصة به، أما المعيار الثالث فهو خاص بالفكر الإستراتيجى للمحافظة، وكذلك وفقا لرؤية مصر 2030 وما تضيف إلى تلك الرؤية.

وكما تعلم فإننا نعمل فى محافظة كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فيها واضحة وهى أن تكون عاصمة للثقافة والشباب والاقتصاد الإفريقي، وكان هدفى هو تحقيق هذه الرؤية وتلك التوجيهات من خلال التجميل والتحديث والتطوير والمبادرة، وكان لدى إصرار بضرورة إشراك المجتمع المدنى فيما يخص المبادرات وكل الأعمال الإنشائية داخل المحافظة، وقد حقق هذا الهدف نجاحا عظيما وكان فكرا إضافيا لـ 17 هدفا فى رؤية 2030.

تحتفل محافظة أسوان اليوم 15 يناير بعيدها القومى الـ 52 ويتزامن ذلك مع تكريمكم، فما أهم التحديات التى ترون أن عليكم مواجهتها فى العام الجديد؟

هذا سؤال يطرح سؤالا آخر، وهو نظرة المواطن الأسوانى قبل ثلاث سنوات والآن؟ والإجابة هى ما نلمسه جميعا من رضا المواطن الأسوانى على ما تم تنفيذه من مشروعات قومية عملاقة وبنية تحتية وبنسب تنفيذ كبيرة، سواء كانت طرقا وكبارى أو مشروعات طاقة شمسية، مثل مشروع بنبان، وكذلك أول قرية فى مصر بالطاقة الشمسية، مثل قرية فارس كأول قرية صديقة للبيئة، وهناك 170 قرية تم وضعها على خريطة القرى صديقة البيئة، كما أن مشروعات «حياة كريمة» ستكون كلها بالطاقة النظيفة.

ولا تزال التحديات عديدة منذ بدء تولى المسئولية، وكان أهمها كما ذكرت لك سابقا هو البنية التحتية، إذ كانت هناك معاناة دائمة ويومية من انهيارات الصرف الصحى وانقطاع المياه، واستطعنا التغلب على كل تلك التحديات بنسبة 100%.

متى نستطيع القول إن أسوان فى طريقها لاستعادة مكانتها السياحية محليا وعالميا؟ وما الذى تحقق خلال الفترة الماضية يبشر بتحقيق هذا الحلم؟

توليت المسئولية، ولم تمض أيام حتى دهمتنا جائحة كورونا، وبرغم ما سببته من آثار سلبية كبيرة على العالم أجمع وعلى السياحة تحديدا، فإننا استطعنا تحويلها إلى فرصة وتحد لنا جميعا، واستغلال عدم تدفق السيّاح فى إعادة تخطيط وتجميل المحافظة من المشروعات المؤجلة وغيرها من مشروعات مطلوبة، وكان لدى الجميع إصرار على النجاح، وكان لدينا يقين أنها ستزول يوما وعلينا أن نكون مستعدين لما بعدها، فأعظم أعمالنا وإنشاءاتنا كان فى تلك الفترة الصعبة، ولذا فإن النتيجة نشهدها الآن، وأستطيع القول إننا نشهد موسما سياحيا متميزا وأن معدلات تدفق السيّاح باتت قريبة لما كانت عليه عام 2010 لتعود إلى سابق عهدها كأفضل مشتى سياحى فى العالم.

هناك رؤية لجعل أسوان بوابة التنمية الجنوبية لخروج مصر إلى العالمية، فهل هناك إستراتيجية بالفعل لتنفيذ هذه الرؤية وما أهم ملامحها؟

هذه الرؤية والمخطط لهذه المحافظة تم وضعها منذ سنوات عديدة، وقت أن كان الدكتور مصطفى مدبولى مسئولا عن التخطيط العمرانى لمصر، لكن للأسف فإنها كانت على الورق فقط، وأخيرا تمت الاستعانة بهذا المخطط والبدء فى تنفيذه لتحقيق تلك الرؤية بأن تكون أسوان هى عاصمة التنمية الجنوبية، وأن تكون الباب الملكى للأسواق الإفريقية عموما، بالإضافة إلى كون أسوان هى عاصمة للثقافة والشباب والاقتصاد الإفريقى جعلنا نضع هذه الرؤية نصب أعيننا، وأن نعمل على كل الاتجاهات، كما أن وجود مشروع عالمى كمشروع بنبان كان أحد الدوافع للتفكير فى مشروعات عملاقة أخرى مثل مشروع كيما 2 وإعادة تجديد كيما 1 وكيفية استغلال الموارد الهائلة فى المحافظة من معادن ومحاجر وغيرهما، كما أننا نستعد لإقامة مؤتمر استثمارى قريب برعاية وزارة التنمية المحلية من أجل الترويج لتلك المشروعات وكيفية استثمارها صناعيا وسياحيا، فلا يوجد توقف لأحلامنا لجعلها أهم منتجع سياحى فى العالم.

يُعد مشروع «حياة كريمة» من أهم المشروعات القومية فى تاريخ مصر، فكم وصلت نسبة التنفيذ فى مشروعاتها بأسوان؟

المبادرة الرئاسية حياة كريمة، كان لأسوان النصيب الأكبر منها، فقبل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت حياة كريمة فى ثلاثة مراكز فقط، لكن بعد زيارة الرئيس أمر بأن تتوسع حياة كريمة فى المحافظة وتشمل جميع القرى التى فى حاجة إلى هذا المشروع، وأصبحت فى 5 مراكز لتشمل 34 قرية رئيسية و116 قرية فرعية و680 نجعا وكفرا وتوابع لهذه القرى.

ووصل حجم المشروعات إلى 1231 مشروعا بتكلفة 26.8 مليار جنيه، وخلال الفترة الماضية تم الانتهاء من 612 مشروعا، وقريبا جدا سوف يتم الانتهاء من 619 مشروعا بتكلفة 23.2 مليار جنيه، وفى مارس المقبل سوف يتم الانتهاء من المرحلة الأولى التى شملت ثلاثة مراكز، والمركزان الآخران بدأ العمل فيهما بداية هذا العام، وكانت نسبة التنفيذ فى قرى حياة كريمة قد وصلت إلى 89%.

من أهم الملفات الموجودة فى المحافظة هو ملف التعويضات النوبية، كم نسبة من تلقوا تعويضات حتى الآن؟ ومتى ينتهى هذا الملف نهائيا؟

تم حصر 11ألفا وخمسمائة مستحق للتعويض من خلال اللجان التى تم تشكيلها لهذا الملف، وتم فتح باب التعويضات منذ 2017 مرتين، وكل التعويضات المطلوبة تم تنفيذها سواء تعويضا ماديا أو عينيا، وتم تحديد المناطق التى يتم من خلالها تعويضهم بالأراضي.

ولكن هناك من رفض هذا التعويض؟

ليس رفضا بالمعنى، ولكن هناك مجموعة تم حصرها فى 34 أسرة نستطيع القول إنها مترددة بين التعويض المادى والعيني، وتنتظر مرحلة مستقبلية، وهذا العدد كان أكبر بكثير مع فتح باب التعويضات، وربما تكون مشكلة من لم يأخذ التعويض هو عدد الورثة الكبير والخلاف بينهم.

ماذا عن مشروع إنشاء مكتبة مصر العامة متى يتم الانتهاء منها؟ وما دورها المنتظر فى التنمية الثقافية بالمحافظة؟

مكتبة مصر العامة ستكون إحدى أيقونات المحافظة، وقد تم اختيار موقع متميز لها بمساحة 3500 متر مربع، وقد قدرت التكلفة له بـ 63 مليون جنيه، ومن المفترض الانتهاء من المشروع وتسليمه خلال أواخر شهر يونيو المقبل، وستكون تحفة معمارية تناسب الهوية البصرية لمحافظة أسوان، وسيكون تمثال الأديب الكبير عباس العقاد فى واجهة المكتبة، وكذلك مقبرته الخاصة كنوع من التكريم لأحد أهم أدباء القرن العشرين.

بخصوص الحديث عن المكتبة والعقاد لا يصح أن ننسى بيت العقاد وأنت قمت بزيارة أخيرا لترميم منزله، إلى أى مدى انتهت هذه الأزمة؟

من المهم توضيح أمر غاية فى الأهمية، وهو أن التقرير الذى صدر عن أكثر من جهة لها علاقة بالناحية الإنشائية والسكنية أكد صعوبة ترميم المنزل وأنه لابد من هدمه بسبب خطورته الداهمة، والمنزل تم بناؤه عام 1948 بنظام الحوائط الحاملة، وكان من المفترض بناء على التقرير أن يصدر منى قرار بالإزالة، ولكن لأننى أعلم قيمة المكان وصاحبه فى الثقاقة والأدب وأنه عملاق الأدب العربى فقد تم عرض التقرير على رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذى أمر بشىء واحد فقط وهو الترميم، وذلك من خلال تشكيل لجنة لتنفيذ هذا الهدف.

العودة الى الأخبار