تفاصيل الخبر
مصر تبني " طاقة المستقبل "
التاريخ : 30 / 12 / 2023
بدء مشروعات " الهيدروجين الأخضر " .. والتحول إلي مركز للربط الكهربائى


لا يزال قطاع الكهرباء يسطر كل يوم نجاحا جديدا يضاف إلى سجل إنجازات الدولة المصرية، بعد أن أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى هيكلة القطاع بالكامل، لتصبح شبكة الكهرباء هى الأكبر فى المنطقة، بقدرات تصل إلى 54 ألف ميجاوات، إلى جانب توفير مناخ مناسب لجذب الاستثمارات.

ومع وصول إنتاج مصر من الكهرباء إلى مستويات قياسية، سواء من محطات الطاقة التقليدية ومحطات الطاقة المتجددة، التى تم بناؤها خلال الثمانى سنوات الماضية، فقد اعتمدت وزارة الكهرباء على تنفيذ إستراتيجية متكاملة لإنتاج الكهرباء من مختلف المصادر. وخلال الفترة الحالية تعمل الوزارة على إضافة تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر إلى منظومة إنتاج الطاقة، ليكون لدينا إستراتيجية مستقبلية تعتمد على أحدث التكنولوجيات العالمية لإنتاج الكهرباء تنفيذاً لرؤية مصر 2030.

ويحظى إنتاج الهيدروجين الأخضر باهتمام بالغ لتنويع إنتاج الطاقة فى مصر. وأكدت وزارة الكهرباء أنه من المتوقع أن يغير الهيدروجين الأخضر شكل نظام الطاقة العالمى خلال السنوات المقبلة، كما سيستبدل بالوقود الأحفورى فى القطاعات كثيفة انبعاث ثانى أكسيد الكربون، مثل الصناعات الثقيلة وقطاعات النقل والطيران.

يقول الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن هناك تعاونا مع شركات عالمية للبدء فى تنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر، كخطوة أولى نحو التوسع فى هذا المجال وصولا إلى تصديره، حيث تم توقيع 23 مذكرة تفاهم، منها 9 اتفاقيات إطارية تم توقيعها مع كبرى الشركات العاملة فى تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، مشددا على أن التوسع فى مشروعات الطاقات المتجددة يساهم بشكل كبير فى تقليل الاعتماد على استهلاك الغاز الطبيعى، والعائد الاقتصادى الكبير الناتج عن ذلك.

وأضاف الوزير أنه تم اعتماد الإستراتيجية الوطنية لتوطين الهيدروجين الأخضر فى مصر على ثلاثة محاور رئيسية، تبدأ بتصنيع الوقود الأخضر من الهيدروجين الأخضر وأمونيا خضراء وميثانول، وثانيا توفير الصناعات المكملة لصناعات الهيدروجين الأخضر من محللات كهربائية وألواح شمسية وتوربينات، وأخيرا خدمات تموين السفن بالوقود الأخضر عن طريق الموانى التابعة للهيئة الاقتصادية لقناة السويس، مضيفا أنه مؤخرا تقدم للوزارة والحكومة المصرية 13 مستثمرا عالميا جديدا بطلبات لإنشاء مشروعات للهيدروجين الأخضر وتوقيع مذكرات تفاهم مع الأطراف المصرية المعنية، وفى انتظار تحديد موعد توقيعها.

وما زال قطاع الكهرباء يسطر صفحات جديدة فى قصة نجاح التجربة المصرية فى توفير الطاقة بشكل دائم، لجذب أكبر قدر من فرص الاستثمار، وكداعم رئيسى فى خطة التنمية المصرية التى كانت إحدى أهم نتائج ثورة 30يونيو.

ويوضح شاكر أن قطاع الكهرباء يسير فى خطة التحول إلى مرحلة أكثر استدامة بالتوسع فى محطات الطاقة المتجددة، وأن خطة القطاع تهدف للوصول إلى إنتاج ١٠آلاف ميجاوات من محطات الطاقة المتجددة خلال العام المقبل من إجمالى الاستهلاك، وذلك بعد أن نجحنا فى تحقيق أول خطوة فى إستراتيجية الكهرباء بإنتاج ٢٠% من استهلاك الكهرباء لدينا من محطات الطاقة المتجددة.

ويشير إلى أن إستراتيجية الطاقة المصرية تستهدف إنتاج ٤٢% من الطاقات المتجددة عام ٢٠٣٥ من إجمالى الاستهلاك، ويجرى حاليا دراسة الوصول إلى إنتاج ٦١% من الطاقة المتجددة عام ٢٠٤٠، وتم استبدال مشروع توليد الكهرباء بواسطة الفحم بمحطات للطاقة المتجددة. الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، يؤكد أنه استكمالا لمشروعات الطاقة المتجددة العملاقة القائمة على أرض مصر، فقد تم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة والشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة صينية عملاقة متخصصة فى مشروعات الطاقة المتجددة، لبدء دراسة تطوير مشروعات طاقة شمسية بقدرة 10 جيجاوات، مضيفا أن الاتفاقية تهدف لزيادة حجم قدرات مصر من الطاقات المتجددة فى مزيج الطاقة، والحد من استخدام الوقود الأحفورى لتحقيق خطة التنمية المستدامة للدولة، وسينتج المشروع عند اكتماله طاقة نظيفة ستسهم فى خفض حوالى 14 مليون طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، مشيرا إلى أن المشروع يأتى فى إطار مبادرة الممر الأخضر فى مصر، إضافة إلى أن المشروع سيوفر حوالى مليار دولار سنويا من تكلفة استخدام الغاز الطبيعى فى محطات الطاقة التقليدية. إضافة إلى ذلك، قامت وزارة الكهرباء مؤخرا باتخاذ خطوات جادة نحو تنفيذ مشروع عملاق آخر فى مجال إنتاج الكهرباء ضمن مخطط زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة مستقبلا، وهو تنفيذ محطة الضخ والتخزين فى السويس بقدرة تصل إلى 2400 ميجاوات وبتكلفة حوالى 2.6 مليار دولار بالتعاون مع الصين، وهو من المشروعات التى تعتمد على مياه الصرف فى إنتاج الطاقة دون استخدام وقود.

وأكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، أن الخطة المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى تهدف ايضا إلى أن تصبح مصر مركزا لنقل الكهرباء فى المنطقة ومحورا للربط الكهربائى بين إفريقيا وأسيا وأوروبا فى المرحلة القادمة.

العودة الى الأخبار