تفاصيل الخبر
تغيير نمط الحياة أهم الحلول خفض معدلات البصمة الكربونية للأفراد طريق الحد من التغير المناخي
التاريخ : 6 / 4 / 2024
وسط تزايد وتيرة الظواهر الناتجة عن التغير المناخى، نادى الكثير من المتخصصين والخبراء حول العالم بخفض معدلات ما يسمى «البصمة الكربونية».


لقد تسبب تفاقم ظاهرة التغير المناخى وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة فى أزمات بيئية لم تحدث من قبل كالجفاف الذى تشهده بعض الدول الأوروبية، وحريق الغابات، الذى من شأنه دفع الجميع إلى تغيير نمط الحياة العامة وترشيد استهلاك الطاقة وتقليل تناول اللحوم والبحث عن بدائل تناسب المناخ للحافظ عليه من التغيرات شديدة القسوة. ومن هذا المنطلق خرجت الدعوات على مدى الـ 10 سنوات الماضية فى محاولة لتخفيض البصمة الكربونية للأفراد، وذلك استنادًا على قول مفاده إذا قام سكان البلدان الغنية بتغيير نمط حياتهم فسوف يسهمون فى الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

يستعرض المهندس أحمد كمال المدير التنفيذى لمكتب الالتزام البيئى والتنمية المستدامة التابع لاتحاد الصناعات المصرية، مفهوم البصمة الكربونية وأهميتها، موضحا أن الانبعاثات الكربونية تنتج عن طريق أى نشاط يقوم به الفرد، مسلطا الضوء على مدى أهمية حساب البصمة الكربونية خاصة الصناعية منها، وذلك للوصول إلى المصادر الرئيسية الأكثر تسببا فى الانبعاثات الضارة ومن ثم السعى لتقليلها.

وأوضح كمال أن مكتب الالتزام البيئى يقوم بإجراء حساب البصمة الكربونية لأى جهة فى مصر من خلال خبراء المكتب ومجموعة من الجهات الاستشارية العاملة فى مصر فى حساب البصمة الكربونية وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات منها وزارة البيئة.

وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن خفض 40٪ من انبعاثات الكربون من الاقتصاد العالمى بحلول عام 2050 نتاج لسياسات لا تتعلق بالأشخاص أو الأفراد، والنسبة 55 % المتبقية ستأتى بسبب التعاون فى الإجراءات بين الحكومات والأفراد لحماية البيئة. ومن جانبها، أكدت المهندسة نهى البلكى، خبيرة التنمية المستدامة ومنسقة قطاع الطاقة المتجددة أنه خلال عام 2014 كان المتوسط السنوى العالمى للبصمة الكربونية للشخص الواحد نحو 5 أطنان مكافئ ثنائى أكسيد الكربون، لافتة إلى أنه يوجد عدة طرق لحساب البصمة الكربونية، ويشير أطلس الكربون العالمى إلى أن متوسط البصمة الكربونية للفرد فى الدول الصناعية أعلى منه فى البلدان النامية، ويسلّط هذا التفاوت الضوء على الضرورة الأخلاقية لأولئك الذين يعيشون فى الدول المتقدمة للحد من بصمتهم الكربونية، والإسهام فى عالم أكثر إنصافا واستدامة.

وتضيف خبيرة التنمية المستدامة بأنه يمكن للأفعال الصغيرة للفرد أن يكون لها تأثير كبير. على سبيل المثال، تشير وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) إلى أن متوسط انبعاثات سيارات الركاب يقدر بنحو 4.6 طن من ثانى أكسيد الكربون سنويا، حيث يمكن أن يؤدى اختيار الفرد وسائل النقل العام أو استخدام السيارات الكهربائية إلى تقليل هذا الرقم بشكل كبير، وبالمثل فإن اعتماد نظام غذائى نباتى يمكن أن يقلل من بصمتنا الكربونية، حيث إن الإنتاج الحيوانى مسئول عن نحو 14.5 فى المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وتؤكد نهى البلكى أنه يمكننا كمواطنين المشاركة فى تقليل البصمة الكربونية من خلال شراء الأشياء المستعملة، والملابس المصنوعة بطريقة معاد تدويرها، أو عليها ملصق بيئى، وغيرها من الممارسات، مثل اختيار طرق نقل أكثر استدامة، والتقليل من استهلاك اللحوم، واستهلاك المنتجات المحلية والموسمية، حيث يمكن أن يساعد استخدام المنتجات الورقية المعاد تدويرها فى الحد من إزالة الغابات، فالحفاظ على إعادة التدوير يحد من عدد المواد الخام اللازمة لإنشاء منتج من الصفر، وهنا يتبين لنا سبب حساب البصمة الكربونية لأنها عنصر مهم لتحديد كيفية قياس الانبعاثات وطرق تقليلها.

العودة الى الأخبار